رنيم سليمان
23 Sep
23Sep

استقبل شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، في مشيخة الأزهر عشية اليوم العالمي للسلام، وفدا من آباء الرهبانية الأنطونية المارونية في لبنان برئاسة الأب المدبر بشارة إيليا.
وخلال اللقاء أكد شيخ الأزهر "أهمية تفعيل صوت الدين واتحاد المرجعيات والمؤسسات الدينية في مواجهة الحروب والصراعات، ولا سيما العدوان على الأبرياء في غزة"، وحذر من أن "عالم اليوم يشهد حال غير مسبوقة من الفوضى وغياب القيم الإنسانية"، متسائلا: "كيف نتصور سلاما في عالم تقوده عقليات لا تعرف سوى لغة القوة المجردة من الرحمة؟".
من جهته، ألقى الأب ايليا كلمة باسم الوفد، وقال:"أحييكم بتحية التقدير والمحبة الصافية، أحملها من كنيستي ومن أهلي ومن طني لبنان. وأقف أمامكم مع أخوي الأبوين شربل بو عبود وفرنسيس الجرماني، شاكرا للدور الذي تؤدونه، صوتا مرجعيا ورمزا جامعا، في زمن يكثر فيه التنازع ويقل فيه الإصغاء إلى صوت الله رب العالمين.
تابع:"إن وثيقة الأخوة الإنسانية، التي وقعت في أبو ظبي، برعايتكم وبرعاية الراحل العظيم قداسة البابا فرنسيس، لم تسطر بالحبر فقط، بل كتبت بآلام الشعوب وتطلعاتها. فهي ليست نصا جامدا، بل روحا حية، تحمل في جوهرها نداء لنا جميعا: أن نلتقي على ما يوحدنا، وأن نحمل معا مسؤولية حماية كرامة الإنسان في بيتنا المشترك". 
اضاف:"لقد تفاعلت مع هذه الوثيقة في كتابين "وثيقة الأخوة الإنسانية: قراءة تأويلية" و"من الوثائق النبوية إلى وثيقة الأخوة الإنسانية". استنتجت أن الحوار ليس ترفا فكريا، بل هو طريق خلاص إنساني، وأن القداسة لا تختصر في حدود الانغلاق، بل تتجلى في الانفتاح على الآخر وخدمته، وهذا ما تجسده رسالة رهبنتي الأنطونية المارونية".
وقال:"إنكم تعلمون، أن النصوص مهما علت، تبقى ناقصة، ما لم يتلقاها الإنسان ويجسدها في مؤسسات حية، ومبادرات ملموسة، وحوارات مستمرة، تعالج قضايا عالمنا العربي المسيحي - الإسلامي، لكي نواجه معا تحديات المادية، والتطرف، وفقدان المعنى".
تابع:"باسم الله، وباسم النفس البشرية، وباسم الأخوة الإنسانية، ندعوكم، فضيلة الإمام الأكبر، مع قداسة البابا لاون الرابع عشر، إلى إطلاق وصايا ومبادئ تحفز عالمنا المسيحي والإسلامي على الحوار، في إطار مأسسة مشتركة تشرفان عليها. إننا نرى فيكم، يا صاحب الفضيلة، شريكا أساسا في هذه المسيرة، وصوتا منفتحا، ومدرسة قادرة على حمل رسالة الله في عالم يتخبط بين نزاعات وحروب عنصرية وعرقية وسياسية، تتستر غالبا بغطاء ديني ومذهبي، في مقابل فراغ روحي وضياع وجودي". 
ختم: "ان الوثيقة هي البداية، لا النهاية؛ وهي الوعد، لا الاكتفاء. ومسؤوليتنا جميعا أن نحملها كمصباح ينير الدروب، وعهد نجدده أمام الله ومع الإنسان. فلنسر معا، مسيحيين ومسلمين، على طريق الحوار والمحبة، لنصنع عالما يستنبت السلام، ويحافظ على كرامة الإنسان، ويجسد الوصية العليا للدنيا: أن نكون جميعا إخوة في الإنسانية".
في الختام، عبر شيخ الأزهر عن تقديره لهذه المبادرات، مؤكدا "استعداده لتعزيز التواصل الإيجابي مع الكنيسة"، داعيا إلى أن "يبقى لبنان بلد التعايش والأخوة". 
ثم قدم الأب شربل بو عبود، باسم المعهد الفني الأنطوني، درعا من خشب الأرز مطعمة بالفسيفساء من حجارة لبنان، ترمز إلى هوية الوطن ورسالة رسوخه في العيش المشترك.

Comments
* The email will not be published on the website.