الحكومة في 5 اب الماضي اتخذت قرارا بحصر السلاح وغدا يوم الجمعة 5 ايلول تنعقد جلسة مجلس الوزراء لاستعراض خطة الجيش بهدف حصر السلاح بيد الدولة والتي اتت بناء على قرار من الحكومة. في الوقت ذاته، تقول المعلومات ان الحكومة تفادت انفجار داخلي عبر اضافة 4 بنود على جدول الاعمال بعدما اشارت اوساط سياسية موثوقة الى ان الثنائي الشيعي يتجه الى التصعيد في الشارع ان بقيت الحكومة في مسارها التصعيدي دون اي اعتبار للسياسات الهستيرية لحكومة بنيامين نتنياهو والتي بلغت ذروتها بتحدي قرار مجلس الامن الدولي والذي اتخذ بالاجماع والقاضي بالتمديد لقوات اليونيفيل في جنوب الليطاني.
ذلك ان الفجور العسكري «الاسرائيلي» طال قوات حفظ السلام الدولية جنوبي لبنان حيث القت مسيرات «اسرائيلية» اربع قنابل على قوات اليونيفيل اثناء ازالتها عوائق في منطقة الخط الازرق جنوبي لبنان. وهنا صنفت اليونيفيل الهجوم «الاسرائيلي» اول من امس بانه «من اخطر الهجمات على افرادنا وممتلكاتنا منذ اتفاق وقف النار في تشرين الثاني الماضي».
اذا المشكلة هي في «اسرائيل» فالاخيرة لا توفر يوما الا وتعتدي على سيادة لبنان وتخرق اجوائه بمسيرات وباقمار اصطناعية للتجسس الى جانب تنفيذها بشكل يومي غارات على قرى جنوبية وبقاعية وتغتال عناصر من حزب الله. فلماذا على لبنان وحده تقديم كل التنازلات بينما «اسرائيل» تعتمد سياسة الغطرسة والفجور الامني والعسكري دون التطرق بتاتا الى الانسحاب من المواقع الخمسة التي احتلتها منذ قرابة سنة؟لماذا يجب على لبنان تطبيق الشروط التي تفرضها اميركا في وقت لا تمارس الاخيرة اي ضغط لكبح اعتداءاتها على لبنان؟
وفي هذا السياق، من جهتها، رأت كتلة الوفاء للمقاومة التي عقدت اجتماعا امس ان حكومة نتنياهو مصممة على عدم تنفيذ اي التزام من موجبات اتفاقها مع الدولة اللبنانية وعليه دعت السلطة السياسية الى مراجعة حساباتها والتوقف عما وصفته «تقديم هدايا مجانية للعدو» على حد قولها.
غياب براك عن الصورة واورتاغوس تستبدل الديبلوماسية بالاسلوب العسكري
علاوة على ذلك، تقول مصادر ديبلوماسية رفيعة المستوى انه رغم كل المساعي والجهود التي بذلت اميركيا واوروبيا لاقناع «اسرائيل» بمبدأ تلازم الخطوات مع لبنان باءت بالفشل متذرعة ان اهتمامها يتركز حاليا على غزة وان لبنان يحتل المرتبة الثانية في جدول اعمال الائتلاف الحاكم في الدولة العبرية. هذا يعني ان الحكومة اللبنانية انما تتحرك بقراراتها اما في الفراغ او في المجهول، ليتركز الاتجاه الان على تفادي حصول اي توتر سياسي يتحول الى أزمة أمنية يصعب التكهن بعواقبها، والتي ستكون خطرة في كل الأحوال.
واللافت في هذا السياق، هو غياب المبعوث الأميركي الرئاسي توم براك، تاركًا المهمة لمورغان أورتاغوس، التي تبدو قد استبدلت القفازات الدبلوماسية بالأسلوب العسكري، برفقة قائد القيادة المركزية الجنرال براد كوبر، الذي حل محل الجنرال مايكل كوريلا المعروف بلقب «الغوريلا»، بسبب تبنيه لخطط وسياسات أكثر تشددًا، ويعد أحد صقور البنتاغون في دعم الحروب الإسرائيلية، حتى وصل إلى اقتراح وضع جزء من القيادة المركزية تحت تصرف وزارة الدفاع الإسرائيلية.
لماذا زيارة قائد القيادة المركزية الجنرال براد كوبر الى لبنان؟
بموازاة ذلك، ترى مصادر مطلعة ان مجيء الجنرال كوبر الى بيروت بعدما كانت الزيارة الاولى التي يقوم بها قائد القيادة المركزية تكون وجهتها اولا الى «تل ابيب» او لاحدى العواصم الخليجية، انما يتعلق ببلورة الاليات الخاصة بتنفيذ خطة الجيش بحصرية السلاح بيد الدولة، الى البحث عن تقديم المساعدات اللوجستية والعملانية، للمؤسسة العسكرية اللبنانية، بخاصة بعد تردد معلومات اوروبية حول الاتجاه باقناع «اسرائيل» بالانسحاب التدريجي من التلال الخمس على ان توافق الحكومة اللبنانية على نشر 2000 جندي اميركي على طول الخط الازرق.
وكانت الاتصالات التي جرت بعيدا عن الاضواء دلت الى الحصول على اشارات اميركية بالعمل على الحيلولة دون تنفيذ التهديدات «الاسرائيلية « بالعودة الى الحرب اذا لم تقم السلطة اللبنانية بحصر سلاح حزب الله في مهلة زمنية محددة.
وكان لافتا جدا الذي ادلى به الرئيس دونالد ترامب الى موقع «دايلي كولير» الاميركي وجاء فيه ان اسرائيل كانت « اقوى جماعة رأيتها قبل 15 عاما، وكانت لديها سيطرة كاملة على الكونغرس، والان فقدت ذلك»، ليشير الى ان الاسرائيليين يضطرون الى انهاء حرب غزة التي لا شك تضر باسرائيل.
الحملة السعودية ضد «اسرائيل»
في سياق متصل، هذا الكلام جعل بعض الوزراء في حكومة الرئيس نواف سلام يفسرون تصريح ترامب بانه رفض لاي عملية عسكرية يريد نتنياهو شنها على لبنان الذي التزمت حكومته علنا بنزع سلاح حزب الله، لكن مقاربة هذا الموضوع المعقد لا بد ان تستدعي الكثير من الجهود بما في ذلك اللقاءات المنتظرة بين الرئيس جوزاف عون وقيادة حزب الله.