بعلبك- اعتبر الأمين العام لحزب "البعث العربي الاشتراكي" علي يوسف حجازي أن "الولايات المتحدة الأمريكية ليست ضامنا، وهذا ما أكده مبعوثها براك، ونحن نقول لهم نحن نعلم جيدًا أن الولايات المتحدة قاتلة ومجرمة وشريكة في كل عدوان تعرضنا له، وما تتعرض له هذه الامة، نحن نعرف جيدًا أنكم شركاء في القتل وممولين للقتلة، تسلحون القتلة، نحن لم نجد فيكم ولا لمرة واحدة بأنكم الضامن، بل كنتم وما زلتم الحليف والشريك والداعم للعدو الصهيوني وجرائمه".
جاء ذلك خلال إحياء حزب "البعث" ذكرى أحد كوادره في بلدة يونين حسين قصاص، في احتفال اقيم في حسينية البلدة، بحضور رئيس "تكتل بعلبك الهرمل" النائب الدكتور حسين الحاج حسن، القاضي عباس شريف ممثلا حركة "أمل" على رأس وفد، مسؤول قطاع بعلبك في "حزب الله" يوسف اليحفوفي على راس وفد، رؤساء بلديات، مخاتير، وفاعليات سياسية ودينية واجتماعية.
وقال حجازي: "إننا في زمن أحوج ما نكون فيه إلى الثبات، ونحن أهل مقاومة أهل حق وأهل ثبات وتضحية ووفاء. الفخر والشرف والعزة لنا بأن نُقتل دفاعا عن قضيتنا المحقة، وأن يستشهد قادتنا وشبابنا، وأن تدمر بيوتنا ويهجر أهلنا دفاعا عن فلسطين وشعب فلسطين، وعن غزة وأهل غزة. مصيرنا جميعا الموت، ولكن شتان أن نموت بدون كرامة، أو أن نموت أو نستشهد بإباء وعزّة وكرامة. لن نتخلى عن قناعاتنا وعن خياراتنا وعن إيماننا بقضايانا المحقة، وفي مقدمتها حقنا في الدفاع عن أرضنا وأهلنا وناسنا بوجه عدو قاتل، غاصب، مجرم، متغطرس وسفاح".
وأضاف: "لن ترهبنا اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية وكل الغرب، وكل هذا الدعم الدولي لعدونا، وكل هذا التهويل والتطبيل والتزمير بأن هناك حربًا قادمة، والسيناريوهات الوهمية التي يروّج لها البعض حتى نتراجع، ولكننا ثابتون مستعدون لكل الاحتمالات. نتنياهو حين وقف في الأمم المتحدة قاتل المقاعد الفارغة، بالمقابل، حضر أول أمس عشرات الآلاف من محبي شهيدنا الأسمى والاقدس سماحة السيد حسن نصرالله، للمشاركة في مكان عروج روحه إلى الملكوت الأعلى، وهذا دليل واضح على ان القاتل ليس بالضرورة ان يكون هو المنتصر. هذه المشهدية تثبت لكل من راهن واعتقد ان شعب المقاومة سيتخلى عن المقاومة هو واهم، ليس لدينا أي خيار إلا الثبات".
وتابع: "لا يوهمكم أحد أننا اذا تخلينا عن السلاح وعن إيماننا بالمقاومة واذا تخلينا عن تحرير أرضنا، فإن إسرائيل سوف تتركنا وشأننا، لقد وافقت حماس على مبادرة واثنتين وثلاث مبادرات، وكانت النتيجة محاولة قتل المفاوض، وعملت قطر وسيطا، فكانت المكافأة بغارات استهدفتها. فكيف يكون الحال مع هذا العدو الذي هزمناه، هل يتركنا إن تخلينا عن عناصر قوتنا؟ إنه لا ينسى تحرير العام 2000 ولا انتصار تموز 2006، وبالتالي لو سلمنا هذا السلاح، ونحن لن نسلمه بالتأكيد مهما كانت نتائج هذا القرار، نحن بقرارنا هذا نضمن أننا نموت بكرامة، أو نحيا أعزاء، ونضمن أن لا نذبح ولا تسبى نساؤنا ولا نهجّر. وهذا النموذج في سوريا ماثل أمامنا، منذ اليوم الأول قال الرئيس المؤقت في سوريا ليس هناك عداء بيننا وبين اسرائيل وعدونا ايران وحزب الله، وقال لكل الفصائل الفلسطينية اخرجوا من سوريا لا نستطيع ان نتحمل وجودكم... ماذا كانت النتيجة؟ استهدف العدو الصهيوني القصر الجمهوري ووزارة الدفاع".
وختم حجازي مؤكدا أن "المقاومة بخير، وحزب الله بخير، وحركة أمل والاحزاب الوطنية بخير، لطالما أنتم يا أهلنا إلى جانبها. نحن نستمد قوتنا منكم، وهم يراهنون عليكم لاضعاف هذه المقاومة وكل احزاب المقاومة. ونحن لدينا إيمان مطلق بأن هذا الشعب الوفي الأبي الطيب لن يتخلى عن وقوفه الى جانب المقاومة، واعموا أن المقاومة بخير وتعافت، وفي أي مواجهة مقبلة ستبلي بلاء حسنا، مستفيدة من معالجة كل الثغرات التي حصلت في المواجهة الاخيرة، ونحن سنقاتل مع الذين صمدوا بعد ألف غارة على الخيام، سنقاتل بشبابنا الأبطال، فهؤلاء هم العملة الصعبة للمقاومة، وقوة المقاومة، وهؤلاء هم الأساس".
وبدوره اكد النائب الحاج حسن ان "حزب الله وحركة أمل وحزب البعث والأحزاب الوطنية وأنصار المقاومة هم اليوم اكثر ثباتا وعزما وعزيمة وإرادة وقوة، واكثر تصميما وتمسكا بخيارات المقاومة. ونذكر بالخير المبعوث الاميركي الى سوريا ولبنان توم برَاك الذي قدم لمحور المقاومة كل الحجة على أولئك الذين ينادون في حملاتهم وحفلاتهم بتسليم السلاح. ألم تسمعوا أنه قال ان السلام وهم، ولا وجود لحدود سايكس بيكو، واسرائيل لا تريد الانسحاب من النقاط الخمس، وأميركا تسلح الجيش من أجل الاقتتال الداخلي، وليس لقتال اسرائيل؟! ناهيك عن تهجمه على الجيش والاعلاميين، فأين ردكم؟ لو كان اي مسؤول ايراني او الدكتور لاريجاني قد أدلى باي تصريح لكنتم انتفضتم على الكرامة والسيادة، لكن لا حياة لمن تنادي يا أدعياء السيادة والحرية والاستقلال والكرامة المصطنعة. ألا يستدعي كلام براك ان تنتفضوا وان يصدر عنكم أي موقف وطني، لكن لا موقف على الاطلاق، إلا من الرئيس نبيه بري".
وتابع: "قلتم وافقنا على الورقة الأميركية فمزقها براك ورماها، والمطلوب ان تسمعونا صوتكم هل هذا الكلام لا يستحق أن يرد عليه أحد من اللبنانيين. أتعرفون لماذا لم يرد احد على هذا الكلام لان المعلم كبير وهو الأميركي. الوطنية والسيادة ليست انتقائية، لو المتحدث كان مسؤولا إيرانيا كنتم أقمتم الدنيا ولم تقعدوها، وكنتم انتفضتم ،أما عندما يتحدث الاميركي فالكل يسكت".
ورأى الحاج حسن ان "توم برَاك الذي كان يتحدث بخداع ونفاق، اليوم يتحدث بصراحة وكل شيء واضح، تفضلوا بالرد عليه، والا كيف تواجهون تلك المشاريع، هل ستواجهونها بالبكاء، أم بالشكوى إلى مجلس الأمن، أم بالجهوزية؟ نحن بكل وضوح نقول عليكم ان تثبتوا وتوضحوا وتقنعوا أهل البقاع والضاحية والجنوب وكل اللبنانيين ان هناك دولة تدافع عن كل اللبنانيين، وفي سياق ما قاله براك ان اميركا ليست ضامنة لاتفاق 27 تشرين الثاني 2024 ،فلماذا أنتم موجودون باللجنة الخماسية؟ هم في اللجنة الخماسية من أجل أن يفرضوا على لبنان ما يريدون. وبراك يتحدث صدقا، أميركا اخذت هذا الدور منذ نشوء الاستعمار".
وختم الحاج حسن: "قدرنا الثبات والصمود والشموخ والإباء والتضحية، وقدوتنا رجالاتنا الكبار من أمثال الإمام السيد موسى الصدر والسيد عباس الموسوي والسيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين وجرحى البيجر وعوائل الشهداء. ويبقى السلاح زينة الرجال للدفاع عن الوطن والعزة والكرامة ولن نسقط السلاح".
والقى القاضي شريف كلمة حركة "أمل"، فسأل المطالبين بتسليم السلاح: "كيف لكم ان تقفوا تحت الشتاء دون ان تبتلوا، فالسلاح هو زينة الرجال، والامام الصدر قال اذا ما احتلت اسرائيل الجنوب سأخلع ردائي وأصبح فدائيا، وإذا وجدتم العدو الاسرائيلي فقاتلوه بأسنانكم وأظافركم".
واعتبر ان "العرب لو كانوا صفا واحدا لما تجرأت اسرائيل بقصف قطر".
والقى كلمة العائلة محمد قصاص.